مطالبين بتوحيد شهادات المطابقة مع الدول الأخرى.. مختصون:
«المقلدة» تستهدف السوق لانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين
صالح الزهراني (جدة)
قدر مختصون حجم السلع المقلدة والمغشوشة بالسوق السعودي بحوالى 30 مليار ريال سنويا، في ظل ارتفاع الواردات من الخارج إلى أكثر من 650 مليار ريال، مشيرين إلى أن أبرز المجالات التى تشهد سلعا مقلدة ومغشوشة تشمل الأجهزة الكهربائية والملابس وسلع محلات أبو ريالين ومواد الكهرباء والسباكة وغيرها مما يؤدي إلى خسائر للاقتصاد الوطني وهدر في الأموال نتيجة تنفيذ المشاريع بجودة دون المطلوب. وأرجع عضو جمعية الاقتصاد السعودي عصام خليفة الإقبال على السلع المغشوشة إلى غلاء السلع الأصلية على مستوى العالم، وتراجع غالبية المصانع عن إنتاج السلع الأصلية وذات الجودة العالية نتيجة ضعف الإقبال عليها، كما أن قطع غيار الأصلية مرتفعة السعر وتفوق القدرة الشرائية للكثيرين، فيلجأون في النهاية إلى القطع من الدرجة الثانية وربما الثالثة. وحذر من استمرار ضعف الرقابة على الأسواق، الأمر الذي أدى إلى إغراقها بالسلع المغشوشة. ودعا الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز داغستاني هيئة المواصفات والمقاييس إلى ضرورة العمل على توحيد شهادات المطابقة الخاصة بالسلع بالتعاون مع الدول الأخرى، وأن تكون غير قابلة للتزوير، مع توسيع التعاون عبر برنامج الاعتراف المتبادل بالمواصفات القياسية، مشيرا إلى أن ذلك يختصر الكثير من الوقت والجهد ويدعم خطط ضمان جودة السلع. وأشار إلى أنه رغم حصول الجمارك السعودية على المركز الأول في مواجهة الغش العام الماضي إلا أن السوق السعودي مستهدف لارتفاع القدرة الشرائية للمستهلكين. ونوه بالتوسع في أنظمة فحص الحاويات للارتقاء بجودة السلع، من جهته، قال الاقتصادي سيف الله شربتلي إن ازدحام السوق بالسلع المغشوشة قضية ليست وليدة اليوم، مؤكدا أنها تؤدي إلى خسائر كبيرة للأفراد والشركات والمجتمع بشكل عام، ويرجع ذلك إلى ضعف الرقابة وإصرار نخبة من رجال الأعمال على إغراق السوق بالسلع المغشوشة غير المطابقة للمواصفات ولاسيما سلع محلات أبو ريالين، التى تصل الربحية بها إلى 500 % على أقل تقدير. وطالب بإعداد قائمة سوداء لمستوردي السلع المقلدة والمغشوشة، الذين يسافرون إلى الصين خصيصا من أجل استيراد سلع رديئة مصنعة في مناطق رديئة وبعيدة عن الرقابة ورخيصة السعر. وقد تبرأت الجهات الصينية الرسمية منها، عندما نكيل لهم الاتهامات، بدليل أن السلع الصينية غزت العالم بأسره لحرص المستورد هناك على الرقابة والجودة.